LBCI
LBCI

افتتاحية التقرير الشهري لجمعية مصارف لبنان: أزمة نظامية... من الاعتراف إلى التطبيق

2025-10-02 | 06:33
مشاهدات عالية
شارك
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
افتتاحية التقرير الشهري لجمعية مصارف لبنان: أزمة نظامية... من الاعتراف إلى التطبيق
4min
افتتاحية التقرير الشهري لجمعية مصارف لبنان: أزمة نظامية... من الاعتراف إلى التطبيق

بقلم الأمين العام لجمعية المصارف فادي خلف
 
منذ بداية الأزمة، ظلّت المصارف محوراً للجدل، وكثيراً ما نُظِر إليها وكأنها السبب أو الضحية، أو الاثنين معاً. لكنّ التطوّرات الأخيرة في الخطاب الرسمي بدأت ترسم مساراً مختلفاً، أكثر واقعية ووضوحاً.

فقد صرّح سعادة حاكم مصرف لبنان، الأستاذ كريم سعيد، خلال جلسة المجلس النيابي المخصصة لمناقشة مشروع موازنة 2025، بوضوح لا لبس فيه، قائلاً:
"الأزمة هي أزمة نظامية (Systemic Crisis)، وليست أزمة قطاع مصرفي بحدّ ذاته".
هذا التصريح، الصادر عن المرجعية النقدية الأولى في البلاد، يُعدّ بمثابة إعلان حاسم عن طبيعة الأزمة، ويؤسّس لقراءة جديدة تستوجب حلولاً شاملة تتناول النظام المالي والاقتصادي ككلّ، لا المصارف وحدها.

وفي السياق نفسه، جاء موقف معالي وزير المالية، الأستاذ ياسين جابر، في كلمته أمام مؤتمر اتحاد المصارف العربية المنعقد يوم الخميس في 18 أيلول 2025، ليعزّز هذا التوجّه، إذ قال:
"الأزمة الأخيرة اختلفت عن سابقاتها لتشمل كامل النظام المصرفي من خلال انضمام المصرف المركزي إلى عناصر الأزمة، وأصبحت أيضًا أزمة نظام مالي بعد أن اتخذت الحكومة اللبنانية في نيسان 2020 قرارًا بالتوقّف عن سداد ديونها المحرّرة بموجب سندات دولية متداولة بالعملة الأجنبية."
هاتان الشهادتان، الصادرتان عن رأسي السلطتين النقدية والمالية، تضعان حدّاً للجدل الطويل حول تحديد هوية الأزمة. فبعد سنوات من الاتهامات المتبادلة والتفسيرات المتناقضة، أصبحت الصورة واضحة: نحن أمام أزمة نظامية متعدّدة الأبعاد، تتطلّب حلولاً تُشارك فيها كلّ الأطراف، وعلى رأسها الدولة ومصرف لبنان كما والمصارف.
لكنّ الاعتراف بطبيعة الأزمة لا يُغني عن معالجة للأسئلة العالقة. وفي طليعتها:

•ما معيار تراتبية المسؤوليات؟
إنّ الحلّ لا يكمن فقط في الاعتراف بجوهر الأزمة، بل في ترجمة هذا الاعتراف إلى خطوات عملية تأخذ في الاعتبار الواقع القائم، فتراتبية المسؤوليات لا تبدأ من أسفل الهرم بل من رأسه: الدولة، ثم مصرف لبنان ومن ثم المصارف.
•ما مصير مبلغ 16.5 مليار دولار الذي يعتبره مصرف لبنان ديناً له بذمّة الدولة؟
هذا المبلغ يشكّل عنصراً أساسياً في المعادلة، ويؤثّر مباشرةً على ميزانية مصرف لبنان وقدرته على مواكبة أيّ خطة إنقاذ.
•هل سيتم تطبيق المادة 113 من قانون النقد والتسليف؟
هذه المادة تُلزم الدولة قانوناً بإعادة رسملة مصرف لبنان في حال تعرّض لرأسمال سلبي. فهل سيلتزم التشريع المقبل بتطبيقها؟
•أين المصارف اليوم من خطة ردم الفجوة المالية؟

والمصارف التي صمدت طوال السنوات الست الماضية، رغم أصعب الظروف، تُثبت أنها قادرة على النهوض مجدّداً إذا ما توفّرت الإرادة السياسية والنية الصادقة للمعالجة. لكنّ المصارف، في الوقت عينه، تشعر بأنها مستبعَدة عن الجزء الأهم من النقاشات الحاصلة. في هذا السياق، يتم التحضير لمشروع قانون الفجوة المالية حالياً من دون إشراك "فعلي" لجمعية المصارف في الاطّلاع على الصياغات الجارية، إذ تطّلع المصارف على ما يرشح عن هذه التحضيرات من خلال وسائل الإعلام المرئية والمقروءة التي تُسرَّب إليها الصيغ المقترحة.
إنّ المرحلة الجديدة التي تلوح في الأفق قد تجعل من عام 2026 عام البدء بتنفيذ الحلول النهائية، وإعادة إطلاق القطاع المصرفي على أسس أكثر صلابة، كما وإعادة الحقوق إلى أصحابها ضمن إطار دولة تسعى، أخيراً، إلى إعادة بناء الثقة والمؤسسات. لكنّ المطلوب اليوم يبقى في استكمال هذا التوجّه بشفافية وتنسيق مع الجهات المحلية والدولية، لكي لا تضيع الفرصة مجدّداً، ولا يُعاد إنتاج الأزمة بثوب جديد.

 
 
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع الـ LBCI Lebanon News الالكتروني وارفاقه برابط الخبر Hyperlink تحت طائلة الملاحقة القانونية



أخبار لبنان

اقتصاد

التقرير

الشهري

لجمعية

مصارف

لبنان:

نظامية...

الاعتراف

التطبيق

LBCI التالي
بيان معهد البحوث الصناعية عن أعمال تقييم المطابقة على المنتجات المستوردة خلال شهر ايلول
مرفأ بيروت يحقق قفزة نوعية: ٣٥٪؜ نمواً في حركة الحاويات خلال أيلول
LBCI السابق
إشترك لمشاهدة الفيديوهات عبر الانترنت
إشترك
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More