استقبلت محافظ الشمال بالإنابة، الأستاذة إيمان الرافعي، في مكتبها في سرايا طرابلس، وفدًا من القيّمين على فيلم Finikia.
وعرض الوفد تفاصيل التحضيرات الجارية لإطلاق هذا المشروع الضخم بالتعاون مع هوليوود، والذي سيُصوَّر جزء كبير منه في مناطق شمالية.
ورحبت الرافعي بالوفد مثنيةً على الجهود المبذولة، ومؤكدة أن اختيار الشمال موقعاً للتصوير يشكّل إضافة نوعية ليس فقط للمنطقة بل للبنان بأسره.
وقالت: “إن استقطاب صناعة السينما العالمية إلى بلدنا هو مكسب وطني بامتياز، إذ يفتح آفاقًا جديدة أمام شبابنا الطامح إلى الانخراط في هذا القطاع الواعد، ويمنح لبنان موقعاً مميزاً على الخريطة الثقافية والسياحية الدولية.”
وأضافت: “إن هذا المشروع يثبت أن لبنان، على الرغم من كل التحديات، قادر على أن يكون مساحة جذب للإبداع والفن، ومسرحاً لأعمال سينمائية كبرى تروي حضاراتنا العريقة وتظهر صورتنا الحقيقية للعالم”.
وشددت على أن نجاح مثل هذه المبادرات يحتاج إلى شراكة متينة بين القطاعين العام والخاص، لافتة إلى أن البعد الثقافي لهذا العمل لا يقل أهمية عن أبعاده الاقتصادية والإنمائية، إذ يسهم في تحريك الدورة الاقتصادية المحلية وخلق فرص عمل للشباب.
وشكر المخرج جوني سابا المحافظ الرافعي على دعمها للفن اللبناني، موضحاً أن الفيلم، الذي تبلغ مدته ساعة ونصف، سيكون أول عمل درامي عالمي يروي حضارة الفينيقيين بأسلوب ملحمي على غرار أفلام كبرى مثل Troy وThe Northman.
وأكد أن المشروع، الذي كان من المقرر تنفيذه في قبرص أو مالطا، سينجز في لبنان بفضل إصرار المنتج العالمي أوسكار الزغبي على أن يكون وطنه الأم المنطلق الحقيقي لهذا العمل التاريخي. كما أعلن أن فريق العمل سيباشر قريبًا ببناء مدينة سينمائية متكاملة مجهزة بأحدث التقنيات العالمية، بما يضمن إنتاج مشاهد بصرية تضاهي كبريات الأعمال الهوليوودية، ويجعل من لبنان منصة لاستضافة مشاريع سينمائية مستقبلية.
وأشار الاب سابا إلى أن كتابة السيناريو يتولاها فريق من أبرز كتّاب هوليوود وبريطانيا لضمان المستوى الفني الراقي، فيما سينفّذ جزء كبير من العمليات الإنتاجية بدعم لبناني عبر التقنيين والخدمات اللوجستية والإقامة والضيافة. وكشف أن الكلفة الإجمالية للعمل تبلغ 70 مليون دولار، على أن يضخ في السوق اللبناني ما بين 30 و40 مليون دولار، مما ينعكس مباشرة على الاقتصاد المحلي ويؤمن أكثر من 600 فرصة عمل للبنانيين.
وشدّد المنتج أوسكار الزغبي على أن الفيلم ليس مجرد مشروع فني، بل فرصة استراتيجية لوضع لبنان على خارطة السينما العالمية، قائلاً: “هذا العمل سيأخذ لبنان إلى هوليوود، ويعيد هوليوود إلى لبنان. إنه باب جديد يُفتح أمام شبابنا ونافذة أمل بأن وطننا قادر على المنافسة والإبداع مهما قست الظروف.”
أما السيدة لور سليمان صعب، فأكدت أنّ “فيلم الفينيقيون” سيُعلن عنه رسميًا في مؤتمر صحافي خلال شهر أيلول المقبل، مشددة على أن الفيلم ليس مجرد إنتاج سينمائي، بل رسالة ثقافية وحضارية تحمل صورة لبنان المشرقة إلى العالم.
ورأت أن اختيار لبنان، ولا سيما محافظة الشمال، لتصوير مشاهد أساسية من الفيلم هو دليل ثقة بالطاقات المحلية وقدرتها على مواكبة أرقى المعايير العالمية في صناعة السينما.
وقالت إنّ المشروع سيسهم في تسليط الضوء على الوجه التراثي والسياحي للبنان عموماً والشمال خصوصًا، مما يجعله فرصة لتعريف العالم على الإرث التاريخي والثقافي الغني الذي يزخر به لبنان، البلد الصغير بمساحته والكبير بعطاءاته.