LBCI
LBCI

صيدا تعود إلى مجدها الفني: ليلة استثنائية على مسرح مينائها العتيق مع الأوركسترا الشرق عربية والنجم غسان صليبا

فنّ
2025-08-12 | 07:07
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
صيدا تعود إلى مجدها الفني: ليلة استثنائية على مسرح مينائها العتيق مع الأوركسترا الشرق عربية والنجم غسان صليبا
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
8min
صيدا تعود إلى مجدها الفني: ليلة استثنائية على مسرح مينائها العتيق مع الأوركسترا الشرق عربية والنجم غسان صليبا

صيدا، المدينة الساكنة في عبق تاريخ عريق، عادت لتسطر فصلًا جديدًا في إرثها الثقافي والفني، مع افتتاح "مهرجانات صيدا الدولية 2025". أمسية موسيقية غنائية باذخة في انطلاقة المهرجان احتفاءً بالحياة والموسيقى وعاصمة الجنوب وبوابته، صيدا، أقيمت في قلب مينائها العتيق وفي ظلال قلعتها الشامخة التي أطلت من خلف المسرح كحارسة تاريخية لإرث خالد.

تحت عنوان "راجعين بلحن كبير" Back with a Grand Melody، قدمت صيدا حفلًا استثنائيًا بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى، المؤلفة الموسيقية هبة القواس، واللجنة الوطنية للمهرجانات، في تعاون مثمر بين الكونسرفتوار والمهرجان يجسد رمزية عميقة تؤكد على أهمية المؤسسات الأكاديمية الوطنية للنهوض بالمشهد الموسيقي والثقافي وتوجيهه نحو آفاق جديدة من الإبداع.

حضور رسمي وشعبي كبير ملأ مدرجات المسرح المخصص للمهرجان، وفي مقدمته السيدة اللبنانية الأولى نعمت عون، وعقيلة رئيس مجلس الوزراء السفيرة السابقة لدى اليونسكو السيدة سحر بعاصيري سلام، والنائب الدكتور ميشال موسى ممثلاً الرئيس نبيه بري، ودولة الرئيس فؤاد السنيورة وعقيلته، والنائبان د. أسامة سعد ود. عبد الرحمن البزري، ومدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد ممثلاً وزير الثقافة غسان سلامة، وفعاليات مدينة صيدا والمنطقة يتقدمهم محافظ الجنوب ورئيس بلدية صيدا، ووجوه سياسية ودبلوماسية وثقافية وموسيقية وإعلامية وبلدية. بالإضافة إلى الحضور الجماهيري الواسع الذي غصت به المدرجات في عرس فني فريد أعاد البهجة والحياة إلى المدينة.

واستهلت الأمسية بكلمة لرئيسة مهرجانات صيدا نادين كاعين رحبت فيها بالحضور الرسمي والشعبي وشكرت المعهد الوطني العالي للموسيقى بشخص رئيسته هبة القواس، واللجنة المنظمة والإعلام والشركاء وكل الذين ساهموا في إنجاح المهرجان. ثم تلتها كلمة وجدانية للقواس اختزنت مشاعر الحب والوفاء والحنين لمدينتها ومسقط رأسها صيدا، وقالت فيها: "مساء صيدا… المدينةُ التي لا تُقاسُ بعمرٍ أو زمن، ولا بتاريخِها الممتدِ آلافَ السنين. هي مدينةٌ زمكانية تشيرُ من موقعِها إلى تاريخٍ وتروحُ إليهِ حباً. من صيدون عاصمةِ كنعان وفينيقيا التي حملتْ حروفَها عبر البحرِ إلى العالم، إلى حاراتِها القديمة التي تروي قصصَ التجارِ والحِرفيين، إلى مرافئِها التي كانت يومًا شريانَ الشرقِ والغرب، إلى الأرجوانِ الذي وهبَ الفينيقيين اسمَهم عند الإغريقِ والعالم. أرجوانٌ ما زالت تلَّتُهُ، هناك خلفًنا، شاهدةً على لونٍ أدهشَ الدنيا. مساءُ صيدا الحب…هنا وُلدتٍ، وهنا كانت أولُ أنفاسي من نسيمِ البحر. حين تعلّمتْ عينايَ قراءةَ الأفق، وحفظتْ أذنايَ موسيقى الموج".

وتابعت: "هنا، على هذا المسرحِ المطلِّ على القلعةِ البحرية، والزيرة التي كانت طفولتي تراها حلمًا قريبًا، ومراكبِ الصيادين العائدة بذاكرةِ البحر… هنا أقفُ اليومَ، وأرى بيتي عند مدخلِ المدينةِ يلوّحُ لي من بعيد، شاهدًا على هذه اللحظة. هذا البحرُ… هو بحري. وهذه المدينة هي مسرحي الأول. واليومَ، يعودُ صوتُها عاليًا، بلحنٍ كبير، يفتتحُ مهرجانات صيدا 2025. صيدا عاصمةُ الجنوبِ وبوابتُهُ الممتدة إلى ما لا نهاية. أردتُ أن أبدأَ من حيث بدأتْ خطواتي الأولى في الحياةِ والموسيقى، من قلبي الجنوبي.. قبل أن أرحلَ إلى وطني الكبير الذي سكنَ كينونتي، لبنان. الليلة، يحتفي المعهدُ الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفتوار – بالتعاونِ مع مهرجانات صيدا، بصيدا الحب، كما احتفى من قبل ببحرِ الشمال، وبإهدن، وطرابلس، والمتن، وجزين، وبيروت. نحتفلُ الليلة بالذاكرةِ اللبنانية، بأغنيتِها، بصوتِ الفنان الكبير غسان صليبا، الذي تتقاطعُ نبراتُه مع نغماتِ الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية، في حوارٍ موسيقيٍّ يقودُه المايسترو أندريه الحاج، وتشاركُ فيه قلوبُ الموسيقيين قبلَ آلاتِهم".

وأضافت القواس: "أهنّئُ صيدا، وأهنّئُ لجنة مهرجاناتِها ورئيستِها السيدة نادين كاعين، التي عبرتْ بالمهرجان عواصفَ التحدياتِ حتى رستْ به على شاطئِ هذا المساء. وأعرف، كما تعرفون، أنَّ ما نقدمُه للبنان لا يولدُ إلا بالعملِ والمثابرة، وبالإصرارِ على الجمالِ مهما كانت الظروف. ولذلك أقول: هذه الليلة بدايةُ تعاونٍ مع صيدا، مع مهرجانِها وفعالياتِها، لأن صيدا تستحق، ولأن الجنوبَ يستحق، لكل ما قدّمه للبنان من تضحيةٍ ومساهمةٍ في بناءِ الفكرِ والتاريخ. يسعدنا أن تكونَ بيننا السيدة الأولى نعمت عون، نوجّه لها تحيةَ تقدير، فهي تجمعُ في حضورها بين الوقارِ والدفءِ، وتشبهُ في احتضانهِا للثقافة حضنَ الوطنِ نفسِه. وبحضورِها الأنيقِ وجهودِها الدؤوبة في دعمِ المبادراتِ الوطنيةِ والثقافية، أصبحت مثالًا يُحتذى به وعنوانًا يلتفتُ إليه الجميع ُبإعجابٍ واحترام.

كما نرحّب بابنةِ صيدا السفيرة سحر بعاصيري سلام، عقيلةِ دولة رئيس مجلس الوزراء، وسفيرةِ لبنان السابقة لدى اليونسكو، التي حملت رسالةَ الثقافةِ اللبنانية إلى المحافلِ الدولية، وأسهمتْ بدورٍ رياديٍ في تعزيزٍ حضورِ لبنانَ الحضاري عالميًا، مؤمنةً بأن الثقافةَ هي الجسرُ الأجمل بين الشعوب.

ونرحب بالدكتور ميشال موسى ممثلاً دولة الرئيس نبيه بري، وبالدكتور علي الصمد، ممثلاً معالي وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، الوزير الذي جعل من الثقافةِ والفكرِ مشروعَ حياة، وحوّل الكلمةَ إلى جسرٍ للحوار، والفكرةَ إلى أفقٍ رحبٍ للتواصلِ بين لبنان والعالم. وحضورُ ممثلِه بيننا الليلة هو تأكيدٌ على أن الفنونَ والثقافةَ ليست ترفًا، بل هي جوهرُ هويةِ الوطن. والترحيب أيضاً يكون بالنائبين الدكتورين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري".

وختمت: "هذه الليلة ليست مجردَ افتتاح… إنها لقاء بين مدينة وبحرِها، بين أغنيةٍ وذاكرتِها، بين لبنانَ وصوتِه الحقيقي. هذه الليلة… هي صيدا كما نحب أن نراها: واقفةً، شامخةً، تغنّي لبنان".

وتألقت الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق - عربية، تحت قيادة المايسترو أندريه الحاج، فتولّت استعادة الذاكرة الموسيقية اللبنانية بأصالتها وزمنها الجميل جامعةً بين الأصالة والمعاصرة، رافقها كورال القسم الشرقي في المعهد تحت إدارة السيدة عايدة شلهوب. افتتحت الأمسية بتحية بمقطوعة للراحل الكبير زياد الرحباني بمعزوفة من أعماله هيRhapsody. ليعتلي المسرح بعدها نجم الحفلة الفنان الكبير غسان صليبا وسط تصفيق الجمهور، مفتتحاً بأغنية "حيّي الزوار" لمنصور الرحباني، ويلقي بعدها كلمة عبر فيها عن سعادته بوجوده في صيدا والجنوب.

وألهب صليبا المسرح بحضوره الكاريزماتي وصوته الأصيل الذي يمثل جزءًا من الذاكرة الفنية اللبنانية، فأعاد الحضور إلى زمن الأصالة والثراء الفني، وعزز لديهم الإيمان بأن الفن الحقيقي لا يشيخ. فقدم من ريبيرتواره الرحباني والخاص أيقونات غنائية شكلت في زمن مضى حالة فنية جماهيرية واسعة، وأثبت صليبا بتقديمها أن الفن الجاد يبقى في الوجدان والذاكرة، ومنها: يا مهيرة العلالي وغريبين وليل ووطني بيعرفني وزينوا الساحة ويا حلوي شعرك داريه، خاتماً بنجمة أغنياته المسرحية "لمعت أبواق الثورة".
 
كما قدم بينها أعمال لكبار الأغنية والموسيقى اللبنانية مثل زكي ناصيف وإيلي شويري ووديع الصافي أغنية "الله معك يا بيت صامد في الجنوب" التي حركت مشاعر الصيداويين والجنوبيين بالتصفيق والتفاعل معها، كما مع البرنامج الغنائي الذي رقص على إيقاعه الحضور وشارك الفنان بالغناء، مشاركاً أيضاً بأغنيات فيروزية مع الأوركسترا بقيادة الحاج الذي عرف كيف يستقطب الحضور ليكون جزءاً من البرنامج الموسيقي بالغناء مع الأوركسترا، التي تجلّت عزفاً أخاذاً مع موسيقييها المحترفين والمَهرة في الأداء. فاستطاعت الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية أن تثبت حضورها الراقي والممتع للذائقة الشرقية العربية.

وأشعل انضمام فرقة هياكل بعلبك للدبكة إلى المسرح، الحماس لدى الجمهور بلوحاتها الراقصة التي حملت سحر التراث اللبناني. مع إيقاعات الدبكة، تحوّل المسرح إلى ساحة احتفالية، وامتزجت أصوات الموسيقى مع خطوات الراقصين، في مشهد يعكس قوة الهوية الثقافية اللبنانية. وانتقل الحماس إلى الجمهور وإلى تفاعل الرسميين، فشاركت السيدة الأولى نعمت عون وعقيلة رئيس مجلس الوزراء السيدة سحر بعاصيري سلام في أجواء الدبكة الفولكلورية.

وما ميّز هذه الأمسية بشكل خاص هو المشهد الفريد الذي خلقه ميناء صيدا مع خلفية طبيعية للقلعة. فقد أقيم المسرح على منصة تطل على البحر، محاطًا بمراكب الصيادين التي تزينت بالأضواء، وكأنها جمهور آخر يتابع الحفل على إيقاع الموج. هذا التناغم بين الفن والطبيعة، أضاف إلى الحفل بعدًا ساحرًا، وذكّر الجميع بأن صيدا، المدينة الساحلية، تنبض بالحياة من خلال فنها وبحرها.

وكانت احتفالية "راجعين بلحن كبير" ملهمة لأهالي مدينة صيدا والجنوب، حيث أعادت الموسيقى والفن الأمل إلى القلوب، وأكدت أن لبنان، رغم كل التحديات، يبقى منارة للفن والثقافة، وأن صيدا، عروس الجنوب، تستحق أن تكون في صدارة المشهد الفني العربي.

وأثبت الكونسرفتوار الوطني في افتتاح مهرجانات صيدا أنه قاد حركة مهرجانات لبنان لهذا العام بحضوره الكبير مع الأوركسترات.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

آخر الأخبار

فنّ

مجدها

الفني:

استثنائية

مينائها

العتيق

الأوركسترا

الشرق

عربية

والنجم

صليبا

LBCI التالي
"الموركس دور" يطلق احتفالات اليوبيل الفضي
بين جينيفر أنيستون وإيلون ماسك... مقارنة وسخرية وأكثر!
LBCI السابق
إشترك لمشاهدة الفيديوهات عبر الانترنت
إشترك
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More