لا تزال إسرائيل تواجه الإيجابية اللبنانية، المتمثّلة بالاستعداد للتفاوض، بالمزيد من قرع طبول الحرب.
هي التي لم يصدر عنها أي تعليق على مبادرة رئيس الجمهورية، لا تبدو مهتمّة بأي مسار تفاوضي مع لبنان، فجيشها ينتشر على الحدود وينشر منظوماته الصاروخية، بالتوازي مع استمرار العدوان على الجنوب والجنوبيين، فيما تطرح قيادة الشمال على الكابينت غداً خياراتها الميدانية، وسط الكثير من التهويل وبثّ الأخبار عن تعزيز حزب الله لقوته.
ومقابل التصعيد الإسرائيلي، يستمر لبنان في الوفاء بالتزاماته الدولية، فيعرض الجيش اللبناني، على مجلس الوزراء غداً، تقريره الثاني عن التقدّم المُحرز في تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة.
وإلى المجلس يعود أيضاً ملف قانون الانتخاب، لكن بالرغم من اتفاق اللجنة الوزارية على ثلاثة اقتراحات على أن يختار المجلس أحدها، تركز رئاسة الجمهورية على كيفية الحد من تداعيات هذا الملف.
وبحسب المعلومات، فإن الخيار الأكثر تريجيحاً سيكون دمج الاقتراحات المعروضة في مشروع واحد يلغي الدائرة ال16 والمقاعد الستة، لكن على أن لا يُقدّم إلى المجلس النيابي كمشروع قانون، إنما كمراسلة، لتجنّب أيّ إشكال أو مواجهة مباشرة مع المجلس ورئيسه.
وبعيدًا من السياسة، أو ربما في صلبها، دخلت قضية مغارة جعيتا في مغارة المماطلة والتسويف.
و"عاللبناني"، بدأت تُبنى سيبة تضييع المسؤوليات في مجاهل البيروقراطية والروتين، تارة عبر إنذار كان يفترض أن يصدر لكنه يحتاج إلى توقيع، وتارة عبر تحقيق لا يُعرف متى تصدر نتيجته.
هكذا ببساطة، تخريب معلم طبيعي تكوّن عبر ملايين السنين لم يحتج لأكثر من موافقة قدمتها وزيرة السياحة لرئيس بلدية جعيتا، فيما المحاسبة دونها الكثير من العراقيل التي قد تنتهي بحفل جديد في قلب المغارة، وبرعاية رسمية ربما.