في محاولة جديدة لمواجهة أزمة التلوث الخانق، لجأت السلطات في العاصمة الهندية نيودلهي إلى تجربة الأمطار الاصطناعية لتقليل مستويات الضباب الدخاني السام، غير أن المبادرة أثارت جدلاً واسعاً بين الخبراء الذين وصفوها بأنها استعراض مكلف أكثر منها حلاً فعّالاً.
وبدأت التجارب الأولى لما يُطلق عليه المتخصصون "تلقيح السحب" بعد تأخير لفترة طويلة، فوق المدينة الضخمة التي تضم 30 مليون نسمة، باستخدام طائرة صغيرة.
تتمثل هذه التقنية بتلقيح السحب بمادة كيميائية مثل يوديد الفضة لتوليد أمطار تنظف الهواء من الجسيمات السامة.
ولم تكن الاختبارات الأولية التي تؤمن بها السلطات في العاصمة وأُجريت تحت إشراف علماء من المعهد الهندي للتكنولوجيا في كانبور (شمال نيودلهي)، على مستوى التوقعات.
وأشار العلماء إلى أنّ الغطاء السحابي كان غير كافٍ، وأن مستويات الرطوبة منخفضة جدا لتحدث أمطارا غزيرة.
ولم يثنِ هذا الفشل فيريندرا ساشديفا، المسؤول عن حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي في نيودلهي، عن مواصلة التجربة. وقال في تصريح صحافي إنّ "النجاح لا يتحقق دائما من المحاولة الأولى".
وبحسب وسائل إعلام محلية، أنفقت البلدية أكثر من 310 آلاف يورو على هذه التجارب.
وكانت الهند قد أظهرت في السنوات الأخيرة محاولات لا حدود لها في جهودها للحدّ من تلوث الهواء، مكثّفة إجراءات مكلفة أكثر من كونها فعّالة، بدءا من طائرات الرشّ المسيّرة وصولا إلى أبراج نشر الهواء المُصفّى.
يغطّي أكبر مدينة في الهند ضباب دخاني سام ناتج عن المصانع وحركة السيارات، ويتفاقم كل شتاء بسبب الدخان الناجم من حرق النفايات الزراعية في المناطق المحيطة.
وكالة فرانس برس