قد تكون الرؤوس الحجرية العملاقة في جزيرة الفصح قد وجدت أخيراً "توقيع الفنان" خلفها، بعد أبحاث جديدة تشير إلى أنّ كل تمثال من تماثيل المواي الشهيرة كان من صنع عائلات أو عشائر متنافسة، وليس نتيجة ورشة عمل مركزية واحدة كما كان يُعتقد سابقاً.
فقد أظهرت الدراسة، المنشورة في مجلة PLOS ONE، أن التماثيل البالغ عددها أكثر من 900 تمثال على جزيرة رابا نوي (وهو الاسم الأصلي للجزيرة) نُحتت غالباً على يد أربعة إلى ستة أشخاص فقط لكل تمثال، رغم أن وزن الواحد منها قد يصل إلى 80 طنًا.
واعتمد علماء الآثار في هذه النتائج على نموذج ثلاثي الأبعاد جديد لمنطقة المحجر الرئيسي على الجزيرة، جرى إنشاؤه بعد التقاط 22 ألف صورة عبر طائرة مسيّرة، ما أتاح رؤية تفاصيل لم تكن ممكنة من سطح الأرض.
وتبيّن أيضاً أن التماثيل نُقلت خارج المحجر باتجاهات متعددة، ما يدعم فرضية غياب إدارة مركزية لعملية البناء، ويشير إلى أن كل مجموعة كانت تنحت وتنقل تماثيلها بشكل مستقل.
ورغم هذا التقدّم العلمي، لا تزال الأسباب الحقيقية خلف بناء هذه التماثيل الضخمة، ولماذا خُصصت لها سنوات طويلة من الجهد والموارد، لغزًا غامضًا لم يُحسم بعد.